قيمة الوقت
صفحة 1 من اصل 1
قيمة الوقت
قيمة الوقت
كل مفقود عسى أن
تسترجعه ألا الوقت فهو إن ضاع لم يتعلق بعودته أمل ولذلك كان الوقت أنفس ما يملكه
الإنسان وكان على العاقل أن يستقبل أيامه استقبال الضنين للثروة الرائعة لا يفرط
فيها ويجتهد أن يضع كل شئ مهما ضؤل بموضعه اللائق به.
ولأهمية الوقت وخطورته
اعتنى الإسلام به اشد العناية وأتمها ومن ذلك قوله تعالى في معرض امتنانه وبيان
عظيم فضله على الإنسان : (وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار
وءاتكم من كل ماسألتموه وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار)...
كما اقسم الله سبحانه
وتعالى بالوقت في مطلع سور عديدة منها: الليل والفجر والضحى والعصر.ومن المعروف
لدى المفسرين أن الله أذا أقسم بشئ من خلقه فذلك ليلفت أنظار العباد إليه وينبههم
على جليل منفعته وآثاره.
وقد جاءت السنة
النبوية تؤكد قيمة الوقت وتقرر مسؤولية الإنسان عنه أمام الله يوم القيامة حتى أن الأسئلة الأربعة الأساسية التي توجه إلى
المكلف يوم الحساب يخص الوقت منها سؤالان رئيسيان.
فعن معاذ بن جبل- رضي
الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن
أربع خصال : عن عمره فيما أفناه‘ وعن شبابه فيما أبلاه ‘ وعن ماله من أين اكتسبه
وفيما أنفقه ‘ وعن علمه ماذا عمل به)).
وهكذا يسأل الإنسان
عن عمره عامة وعن شبابه خاصة والشباب جزء من العمر ولمن له قيمة متميزة باعتباره
سن الحيوية الدافقة والعزيمة الماضية.
ومن حرص الإسلام على
الوقت أيضا حثه على التبكير ورغبته في أن يبدأ المسلم أعمال يومه نشيطا طيب النفس
مكتمل العزم وقد ورد في الحديث ((اللهم بارك لأمتي في بكورها)).
وللوقت خصائص ينفرد
بها ومن ذلك سرعة انقضائه فهو يمر مر السحاب ويجري جري الريح سواء كان زمان مسرة وفرح ‘ أم كمان زمان اكتئاب
وترح‘ وان كانت أيام السرور تمر أسرع وأيام الهموم تسير ببطء وتثاقل ‘ لا في
الحقيقة ولكن في شعور صاحبها.
أم الخاصية الثانية
للوقت فهي : أن ما مضى منه لا يعود ولا يعوض فكل يوم يمضي ‘ وكل ساعة تنقضي ‘ وكل
لحظة تمر‘ ليس في الإمكان استعادتها ولا
يمكن تعويضها وهذا ما عبر عنه الحسن
البصري بقوله البليغ(ما من يوم ينشق فجره
إلا ونادى منادٍ من قبل الحق : يا ابن آدم ع أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد
فتزود مني بعمل صالح فاني إذا مضيت لا أعود إلى يوم القيامة)).:
والخاصية الثالثة
للوقت : أنه أنفس ما يملك الإنسان ‘ وترجع نفاسته إلى انه وعاء لكل عمل وكل إنتاج
فهو في الواقع رأس المال الحقيقي للإنسان وهو ليس من ذهب فقط كما يقول المثل
الشائع بل هو اغلي من ذلك انه الحياة نفسها ‘ وما حياة الإنسان إلا الوقت الذي
يقضيه من ساعة الميلاد إلى ساعة الوفاة.
وإذا كان للوقت هذه الأهمية
حتى ليعد الحياة حقا ‘ فان على الإنسان واجبات نحو وقته ينبغي أن يعيها ويضعها نصب
عينيه وأن ينقلها من دائرة المعرفة والإدراك إلى دائرة الإيمان والإرادة ‘ فدائرة
العمل والتنفيذ.
وأول واجب على الفرد
المسلم نحو وقته أن يحافظ عليه كما يحافظ على ماله بل أكثر منه وأن يحرص على
الاستفادة من وقته كله فيما ينفعه في دينه ودنياه وما يعود على أمته بالخير
والسعادة والنماء الروحي والمادي.
وقد كان السلف
الصالح- رضي الله عنهم – احرص ما يكونون على أوقاتهم لأنهم كانوا أعرف الناس
بقيمتها.
يقول الحسن البصري(
أدركت أقواما كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصا على دراهمكم ودنانيركم )).
ومن هنا كان حرصهم
البالغ على عمارة أوقاتهم بالعمل الدائب والحذر أن يضيع شئ منها في غير جدوى ‘
يقول عمر بن عبدالعزيز(إن الليل والنهار يعملان فيك‘ فاعمل فيهما)).
وكانوا يقولون : من
علامة المقت إضاعة الوقت‘ ويقولون : الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك‘ وكانوا
يحاولون دائما الترقي من حالٍ إلى حالٍ أحسن منها بحيث يكون يوم احدهم أفضل من
أمسه وغده أفضل من يومه.
والذي ينبغي ألا يغيب
عن أذهاننا بعد كل ما سبق أن أوقاتنا هي
حياتنا وأن حياتنا ليست سدى ‘ وأن الله
أجل من أن يجعلها كذلك.
وإذا ما انتفعنا
بأوقاتنا على خير وجه فأننا بذلك نسجل لأنفسنا خلودا لا يناوشه الزمن بهرم ولا
بلى...عند الرفيق الأعلى...
كل مفقود عسى أن
تسترجعه ألا الوقت فهو إن ضاع لم يتعلق بعودته أمل ولذلك كان الوقت أنفس ما يملكه
الإنسان وكان على العاقل أن يستقبل أيامه استقبال الضنين للثروة الرائعة لا يفرط
فيها ويجتهد أن يضع كل شئ مهما ضؤل بموضعه اللائق به.
ولأهمية الوقت وخطورته
اعتنى الإسلام به اشد العناية وأتمها ومن ذلك قوله تعالى في معرض امتنانه وبيان
عظيم فضله على الإنسان : (وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار
وءاتكم من كل ماسألتموه وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار)...
كما اقسم الله سبحانه
وتعالى بالوقت في مطلع سور عديدة منها: الليل والفجر والضحى والعصر.ومن المعروف
لدى المفسرين أن الله أذا أقسم بشئ من خلقه فذلك ليلفت أنظار العباد إليه وينبههم
على جليل منفعته وآثاره.
وقد جاءت السنة
النبوية تؤكد قيمة الوقت وتقرر مسؤولية الإنسان عنه أمام الله يوم القيامة حتى أن الأسئلة الأربعة الأساسية التي توجه إلى
المكلف يوم الحساب يخص الوقت منها سؤالان رئيسيان.
فعن معاذ بن جبل- رضي
الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن
أربع خصال : عن عمره فيما أفناه‘ وعن شبابه فيما أبلاه ‘ وعن ماله من أين اكتسبه
وفيما أنفقه ‘ وعن علمه ماذا عمل به)).
وهكذا يسأل الإنسان
عن عمره عامة وعن شبابه خاصة والشباب جزء من العمر ولمن له قيمة متميزة باعتباره
سن الحيوية الدافقة والعزيمة الماضية.
ومن حرص الإسلام على
الوقت أيضا حثه على التبكير ورغبته في أن يبدأ المسلم أعمال يومه نشيطا طيب النفس
مكتمل العزم وقد ورد في الحديث ((اللهم بارك لأمتي في بكورها)).
وللوقت خصائص ينفرد
بها ومن ذلك سرعة انقضائه فهو يمر مر السحاب ويجري جري الريح سواء كان زمان مسرة وفرح ‘ أم كمان زمان اكتئاب
وترح‘ وان كانت أيام السرور تمر أسرع وأيام الهموم تسير ببطء وتثاقل ‘ لا في
الحقيقة ولكن في شعور صاحبها.
أم الخاصية الثانية
للوقت فهي : أن ما مضى منه لا يعود ولا يعوض فكل يوم يمضي ‘ وكل ساعة تنقضي ‘ وكل
لحظة تمر‘ ليس في الإمكان استعادتها ولا
يمكن تعويضها وهذا ما عبر عنه الحسن
البصري بقوله البليغ(ما من يوم ينشق فجره
إلا ونادى منادٍ من قبل الحق : يا ابن آدم ع أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد
فتزود مني بعمل صالح فاني إذا مضيت لا أعود إلى يوم القيامة)).:
والخاصية الثالثة
للوقت : أنه أنفس ما يملك الإنسان ‘ وترجع نفاسته إلى انه وعاء لكل عمل وكل إنتاج
فهو في الواقع رأس المال الحقيقي للإنسان وهو ليس من ذهب فقط كما يقول المثل
الشائع بل هو اغلي من ذلك انه الحياة نفسها ‘ وما حياة الإنسان إلا الوقت الذي
يقضيه من ساعة الميلاد إلى ساعة الوفاة.
وإذا كان للوقت هذه الأهمية
حتى ليعد الحياة حقا ‘ فان على الإنسان واجبات نحو وقته ينبغي أن يعيها ويضعها نصب
عينيه وأن ينقلها من دائرة المعرفة والإدراك إلى دائرة الإيمان والإرادة ‘ فدائرة
العمل والتنفيذ.
وأول واجب على الفرد
المسلم نحو وقته أن يحافظ عليه كما يحافظ على ماله بل أكثر منه وأن يحرص على
الاستفادة من وقته كله فيما ينفعه في دينه ودنياه وما يعود على أمته بالخير
والسعادة والنماء الروحي والمادي.
وقد كان السلف
الصالح- رضي الله عنهم – احرص ما يكونون على أوقاتهم لأنهم كانوا أعرف الناس
بقيمتها.
يقول الحسن البصري(
أدركت أقواما كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصا على دراهمكم ودنانيركم )).
ومن هنا كان حرصهم
البالغ على عمارة أوقاتهم بالعمل الدائب والحذر أن يضيع شئ منها في غير جدوى ‘
يقول عمر بن عبدالعزيز(إن الليل والنهار يعملان فيك‘ فاعمل فيهما)).
وكانوا يقولون : من
علامة المقت إضاعة الوقت‘ ويقولون : الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك‘ وكانوا
يحاولون دائما الترقي من حالٍ إلى حالٍ أحسن منها بحيث يكون يوم احدهم أفضل من
أمسه وغده أفضل من يومه.
والذي ينبغي ألا يغيب
عن أذهاننا بعد كل ما سبق أن أوقاتنا هي
حياتنا وأن حياتنا ليست سدى ‘ وأن الله
أجل من أن يجعلها كذلك.
وإذا ما انتفعنا
بأوقاتنا على خير وجه فأننا بذلك نسجل لأنفسنا خلودا لا يناوشه الزمن بهرم ولا
بلى...عند الرفيق الأعلى...
محمد يسلم- اداري
- عدد الرسائل : 720
تاريخ التسجيل : 09/05/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى