تلوث المياه والهواء بالرادون

الرادون هو أحد العناصر النبيلة, رمزه الكيمياوي Rn ,وعدده الذري 86 , وهو غاز مشع عديم اللون والطعم والرائحة, سريع الحركة. وهو أحد نواتج عملية التحلل الإشعاعي لليورانيوم , إذ يبلغ عمر النصف half life لليورانيوم 4.5 بليون سنة , فيما يبلغ عمر النصف للرادون 3.8 يوم. يطلق 2 جسيمات الفا ويتحول الى البولونيوم وكذلك البولومنيوم يتحول الى رصاص بعد إطلاقة 2 ألفا.


يدخل الرادون الى الرئة عن طريق أستنشاق الهواء الملوث أو الأستحمام بالماء الملوث بالرادون وخاصة مياه الأبار والمياه الراكده.
تصاحب عملية تحلل الرادون إطلاق جسيمات ألفا التي تصيب الرئة وتؤدي في نهاية المطاف الى سرطانتها .

وحدة قياس الرادون وحدود التلوث
يقاس مستوى الرادون بوحدة البيكوكوري لكل لتر هواء (pCi /L) . لا يوجد مستوى لتركيز الرادون يمكن أن نسمية الحد الأمين أو الحد المسموح به, ولكن كلما قل مستوى الرادون في الهواء تضائلت فرصة الإصابة بسرطان الرئة, ويعتبر المستوى 4 pCi /L غير مقبول, أما المستوى 2 pCi /L فهو مقبول.

الرادون موجود في كل بيت
بما أن الرادون ينتج من التحلل الإشعاعي لليورانيوم , لذا فإنه يتولد في كل الأماكن التي يوجد فيها اليورانيوم. يوجد اليورانيوم بتراكيز عالية في مواقع ترسبات خامات اليورانيوم , لكنه يوجد في معظم أنواع الصخور بتراكيز شحيحة تتراوح من 1-5 ج.م.م, فهو يوجد في الصخور النارية البركانية والكرانايت والسجيل الأسود (black shale) والصخور الفوسفاتية والصخور المتحولة المشتقة من هذه الأنواع الصخرية. من هنا يتبين إن الرادون موجود في وفوق كل ترب العالم. وكذلك المياه ولهذا السبب فالسؤال الذي يجب أن نطرحه هو ليس هل يوجد رادون في بيتك؟ بل السؤال هو ما هو تركيز الرادون في بيتك وفي المياه التي تشربها أو تستعملها يومياً؟

كيف يصل الرادون الى المياه
بعد أن ينتج الرادون من سلسلة التحلل الإشعاعي لليورانيوم المذكورة أنفاً فإنه يتركز في التربة أو المياه الجوفية ولكونه غاز سريع الحركه فإنه بعضه ينتشر إلى الأعلى نحو الغلاف الغازي وخلال حركته هذه ممكن أن يدخل البيوت وبعضه الأخر يبقى متركزاً في المياه . ترش معظم الأراضي الزراعية بالأسمدة الفوسفاتية, إذ أن هذه الأسمدة تحوي تراكيز لا بأس بها من اليورانيوم, بعد ذوبان الأسمده الفوسفاتية خلال عمليات السقي فأن الرادون يتحرر جراء التحلل الأشعاعي لليورانيوم منتقلاً بذلك الى المياه الجوفية أو مياه الأنهار, كما أن بعضه ينتقل الى الهواء.

المخاطر الصحية للرادون
بعد أن يدخل الرادون البيوت يدخل الى جسم الأنسان عن طريق الجهاز التنفسي أثناء إستنشاق الهواء أو أثناء الأستحمام بالمء الملوث بالرادون.إذ يتحر الرادون أثناء الإستحمام ويدخل الرئة عن طريق الجهاز التنفسي. وبما أنه عنصر مشع فإنه يطلق جسيمات ألفا ( نواة ذرة الهيليوم) داخل رئة الإنسان فيصيبها بأضرار في باديء الأمر, ثم يتحول إلى البولونيوم المشع أيضاً والذي يطلق جسيمات ألفا أيضاً ليتحول إلى الرصاص وكل هذة الأنحلالات الإشعاعية تحدث داخل الرئة مسببة في نهاية المطاف الإصابة بسرطان الرئة. كما يمكن أن يدخل الرادون إلى جسم الأنسان عن طريق الجهاز الهظمي أثناء شرب الماء الملوث وتشير الدراسات الحديثة إلى التحذير من الإستحمام بالماء الملوث بالرادون ( مياه الأبار عادة) خشية تحرر الرادون ودخوله الرئة.
تبين الدراسات وجود علاقة طردية بين تركيز الرادون وعدد الأصابات بسرطان الرئة كما يبين أن إستنشاق الرادون يضاعف فرصة إصابة المدخنين بسرطان الرئة. تشير دراسة أمريكية حديثة إلى أن حالات الوفاة تتراوح من 14000 – 21000 حالة سنوياً جراء الإصابة بسرطان الرئة بسبب التعرض للرادون. مما يفاقم الأزمة هو أن غاز الرادون عديم اللون والطعم والرائحة لذا فهو يرافقنا دون أن نشعر في هوائنا ومائنا. من هنا يتوجب وضع برامج مراقبة لهذا الغاز الخطر بغية معرفة تراكيزه ومعالجة التراكيز العالية.

برامج قياس مستوى الرادون
تقوم هيئات حماية البيئة في الدول المتقدمة بإجراء فحوصات دورية للمدارس والمباني بمختلف أنواعها لتعين مستوى الرادون ومعالجة زيادة مستواه, كما تقوم هذد الهيئات برسم ونشر خرائط تبين مستويات الرادون في عموم بلدانهم , كما أنها تضع التعليمات والشروط اللازمة لبناء الأبنية لتفادي تغلغل الرادون داخلها, وتضع برامج لمعالجة زيادة مستوى الرادون في البيوت كإصلاح الخلل أو عمل نظام تهوية يمنع تركز الرادون داخل البيوت, وتحذر من أستخدام مياه الأبار المحفورة قرب المناطق الزراعية قبل التأكد من مستوى الرادون فيها.إذ يمكن خفض 99% من مستوى الرادون بطرق بسيطة وغير مكلفة كما أن طريقة الفحص سريعة ولا تأخد عدة دقائق. وهذه المنظمات توعي المواطنين بأهمية الموضوع إلى درجة أنه لا يتم شراء بيت إلا بوجود وثيقة فحص مستوى الرادون التي تثبت أن مستوى الرادون ضمن الحدود المقبولة

مشكوووووووووووور اخي محمد على المعلومه